إننا في وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ونحن نراقب الأحداث التي تمر بها الساحة السياسية المحلية لنذكر الجميع بما من الله به علينا في بلدنا الحبيب الكويت من نعمة الأمن والاستقرار والاجتماع على الحق والمحبة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم ممتثلين في ذلك بقول الله جل وعلا "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" (آل عمران: 103). ،وقول النبي صلى الله عليه وسلم :" يد الله مع الجماعة" رواه الترمذي.
وإننا إذ نستذكر هذه النعمة العظيمة، لندعو الجميع إلى بذل كل الأسباب التي تزيد من التلاحم والتآلف والاجتماع والحذر من كل أسباب التمزق والتفرق والتناحر.
وإن من أعظم أسباب الاجتماع طاعة ولي الأمر بالمعروف وبغير معصية، فإن ذلك أصل عظيم من أصول الإسلام التي جاءت الشريعة بتقريره وتكاثرت الأحاديث النبوية وآثار الصحابة على تأكيده، قال النبي صلى الله عليه وسلم:" من خلع يداً من طاعة لقى الله يوم القيامة لا حجة له" رواه مسلم، وقد دأب علماء الإسلام على إقران وجوب الطاعة بالجماعة لأن في ترك طاعة ولي الأمر بالمعروف التفرق والتناحر والاختلاف، قال ابن مسعود رضي الله عنه: "أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة، فإنها حبل الله الذي أمر به، وما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة".
والنصيحة لولاة أمر المسلمين واجبة على الحكماء والوجهاء وأهل الحل والعقد امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" إن الله يرضى لكم ثلاثاً: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم" رواه أحمد.
ومناصحة ولاة أمور المسلمين لها ضوابطها وأساليبها الشرعية التي تحقق المصلحة وتدرأ المفسدة، وتحترم مقام القادة وتحفظ مكانتهم وكرامتهم فلا تكون في المجامع العامة لما ينجم عن ذلك غالباً من تأليب العامة وإشعال الفتن وتفريق الأمة، وكل ذلك قد جاءت الشريعة بما يحرمه ويمنعه.
وفي هذا الصدد تؤكد الوزارة أن المظاهرات والمسيرات المخالفة للقانون ليست من الوسائل الشرعية للإصلاح والتغيير وقد بين علماء الكويت ممن يعتد بقولة عدم جواز تنظيمها والمشاركة فيها لما قد تسببه من مفاسد وأضرار وفقد للأمن والاستقرار وفي حوادث التاريخ عبرة لأولي الألباب.
وتؤكد الوزارة أنها لا تهدف من هذا البيان إلا مصلحة البلاد العليا ولا تنطلق الا من الشريعة الإسلامية السمحة التي في التزامها الخير والعزة والكرامة لكافة أهل الكويت.
نسأل الله جل وعلا أن يحفظ الكويت وأميرها وشعبها، وأن يجمع الكلمة على الحق ويؤلف بين القلوب ويصلح ذات البين، وإن يوفق حضرة صاحب السمو أمير البلاد وولي عهده الأمين لما فيه صلاح البلاد والعباد.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية الكويت في: 4/11/2012 / هــ 19/12/1434